شهدت بلدة موتكي في ولاية بتليس التركية، حفلًا دينيًا مهيبًا في مدرسة أوخسين التاريخية، حيث تم منح الإجازة لـ 74 طالبًا، من بينهم 11 حافظًا لكتاب الله، وسط حضور رسمي وشعبي واسع.

أقيمت مراسم منح الإجازة في قاعة المؤتمرات بمدرسة أوخسين (مدرسة علائية الداخلية لتحفيظ القرآن)، حيث افتتح البرنامج بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، وتولى تقديمه الشيخ محمد زاهد كولداش.

وفي كلمته الافتتاحية، دعا الشيخ فتاح أيتا، المدرّس الرئيس للمدرسة، العائلات إلى إرسال أنجب أبنائها لتلقي العلوم الشرعية في المدارس الدينية، مؤكدًا أن مسؤولية الطلاب تبدأ مع الإجازة، وأن عليهم خدمة الأمة بالعلم والتعليم والإرشاد.

من جانبه، شدّد مفتي بتليس قادير كوجاك على أن أكبر أزمات الأمة الإسلامية اليوم تكمن في ضعف الأخلاق، مؤكدًا أن العلم لا يكتمل إلا بترسيخ مكارم الأخلاق في المجتمع.

أما رئيس وقف علماء المدارس (MEDAV) الشيخ طيب ألجي، فأكد أن المدارس الشرعية امتداد لمدرسة الصحابة، الذين جمعوا بين العلم والزهد والجهاد، وكانوا سببًا في نشر نور الإسلام في أصقاع واسعة من العالم.

وفي كلمة له، لفت مستشار رئاسة الشؤون الدينية عبد الرزاق آتش إلى ضرورة تطبيق القرآن عمليًا في حياتنا اليومية، بينما أشار رئيس وقف علماء الإسلام في تركيا الشيخ عبد الوهاب إكينجي إلى أن ما يجري في غزة من ظلم يجب أن يكون دافعًا للمسلمين على التمسك بالقرآن واليقين بنصر الله.

من جهته، أوضح عميد كلية الإلهيات بجامعة بتليس البروفيسور طاهر خان آيدن أن المدارس الشرعية وكليات الإلهيات ليستا بديلًا إحداهما عن الأخرى، بل مكملتان في بناء جيل عالم ومربٍ.

وألقى الطالب محمود أيتا كلمة باسم زملائه المتخرجين، حيث أكد أن غزة اليوم تمثل مدرسة في العلم والصبر والمقاومة، وأنها تشكل قدوة للمسلمين جميعًا.

وفي ختام المراسم، تم توزيع شهادات الإجازة على الطلبة، أعقبها أداء صلاة الظهر، ثم قُدّمت وجبة جماعية للحاضرين.
وقد شارك في الحفل حاكم قضاء موتكي أونور يلمازر، ورئيس بلدية بتليس نصر الله تانغلاي، ورئيس جامعة إيرين البروفيسور نجم الدين ألمشتاش، إلى جانب علماء ووجهاء المنطقة وأكثر من ألفي مواطن. (İLKHA)